تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرٗا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (47)

وقوله تعالى : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ ) قوله ( بطرا ) أي كفرا بنعم الله كقوله تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة )الآية[ النحل : 112 ] فعلى ذلك خرجوا من ديارهم كفرا بأنعم الله ، لأنهم خرجوا إلى قتال محمد ، وهو من أعظم نعم [ الله ][ ساقطة من الأصل وم ] ، كفرانا وتكبرا ؛ أي خرجوا متكبرين كافرين .

و[ قوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( ورئاء الناس ) تحتمل مرآتهم وجهين :

أحدهما : مرآتهم في الدين لأنهم قالوا : اللهم انصر أهدانا سبيلا وأوصلنا رحما وأقرانا ضيفا ، وعندهم[ الواو ساقطة من الأصل وم ] أنهم على حق ، وأن المؤمنين على باطل .

والثاني[ في الأصل وم : وتحتمل ] : مراآتهم في الدنيا لأنهم كانوا أهل ثروة وأهل عدة وقوة ، خرجوا مرائين الناس ؛ لأنهم[ أدرج قبلها في الأصل وم : وقوله ] كانوا أهل الشرف عندهم ، فخرجوا لمراآة الناس .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] ( ويصدون عن سبيل الله ) أي يصدون عن دين الله . أخبر عز وجل عن خروج أولئك الكفرة أنهم خرجوا لما ذكر ، فكان فيه أمر للمؤمنين بالخروج على ضد ذلك ، كأنه قال : اخرجوا على ضد ما خرجوا هم .

وقوله تعالى : ( والله بما يعلمون محيط ) [ فيه وجهان :

أحدهما ][ في الأصل وم : أي ] : علمه محيط بهم ، لا يغيب عنه شيء من مكائدهم وحيلهم والمكر برسول الله للدفع[ في الأص وم : في الدفع ] عنه والنصر له .

والثاني : محيط بما يعملون ، يجزيهم ، ويكافئهم ، ولا يفوت عنه شيء على الوعيد ، والله أعلم .