وقوله تعالى : ( وأطيعوا الله ورسوله ) أطيعوا الله في ما يأمركم بالجهاد والثبات مع العدو ( ورسوله ) في ما يأمركم بالمقام في المكان وا لثبات وترك الاختلاف والتنازع في الحرب ، وذلك بعض ما يستعان به في أمر الحرب ( ولا تنازعوا فتفشلوا ) أي لا تنازعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما يأمركم به ، وعما ينهاكم كقوله تعالى : ( يجادلونك في الحق بعدما تبين )[ الأنفال : 6 ] لأنكم إذا تنازعتم اختلفتم ، فإذا اختلفتم تفرقتم ، فإذا تفرقتم فشلتم ، وجبنتم ، فلا تنصرون ، ولا تظفرون على عدوكم [ بل يظفر بكم عدوكم ][ في الأصل : ظفر بكم عدوكم ، في م : بل ظفر بكم ]
أو يقال : ( ولا تنازعوا ) لأنكم إذا تنازعتم تباغضتم ، فيشغلكم الباغض بأنفسكم ، فيبقى الجهاد مع العدو ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( ويذهب ريحكم ) قال بعضهم : نصركم وظفركم ، وقال بعضهم : يذهب ريح دولتكم ، ويحتمل الريح التي بها تنصرون .
وعلى ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : «نصرت بالصبا وأهلك عادا بالدبور »[ البخاري1035 ] وهو ما [ ذكر الله تعالى ][ في الأصل وم : ذكرنا ] ( فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها )[ الأحزاب : 9 ] .
وقوله تعالى : ( واصبروا ) أي اصبروا للجهاد لقتال عدوكم ( إن الله مع الصابرين ) بالنصر لهم والظفر .
وفي هذه الآية تأديب من الله المؤمنين ، وتعليم منه في ما ذكرنا ؛ أي في أمر الحرب وأسباب القتال والمجاهدة مع العدو ؛ لأنه أمرهم بالثبات ، وأمرهم بذكر الله ، ونهاهم عن التنازع والاختلاف ، وذلك بعض ما يستعان به في الانتصار على عدوهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.