تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (62)

وقوله تعالى : ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ ) في الصلح ( فإن حسبك الله ) أي يطلعك الله على ما في قلوبهم من النفاق ؛ أي وإن خفت منهم أنهم يظهرون لك الإسلام في الظاهر ، ويكونون في السر على ما كانوا من قبل فلا يمنعك ذلك عن قبول الإسلام منهم ، فإن الله يطلعك [ على ][ ساقطة من الأصل وم ] ذلك ، ويكفيك ذلك[ في الأصل وم : على ذلك ] ، وا لله أعلم .

وقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) يحتمل قوله : ( وبالمؤمنين ) بالملائكة الذين أنزلهم معونة للمؤمنين يوم بدر . ويحتمل ( وبالمؤمنين ) المؤمنين [ الذين ][ من م ، ساقطة من الأصل ] كانوا معه . فأخبر أنه يؤيده بنصره وبنصر المؤمنين . وكان النصر له بالله في الحقيقة .

فقوله تعالى : ( وما النصر إلا من عند الله )[ آل عمران : 126 ] النصر من الله يكون مرة في الأسباب : بالمؤمنين وبغير ذلك من الأسباب ، ومرة باللطف منه بلا سبب .