قوله عز وجل : { ولمّا فصلت العير } أي خرجت من مصر منطلقة إلى الشام .
{ قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف } فيها قولان :
أحدهما : أنها أمارات شاهدة وعلامات قوى ظنه بها ، فكانت هي الريح التي وجدها ليوسف ، مأخوذ من قولهم تنسمت رائحة كذا وكذا إذا قرب منك ما ظننت أنه سيكون .
والقول الثاني : وهو قول الجمهور أنه شم ريح يوسف التي عرفها .
قال جعفر بن محمد رضي الله عنه : وهي ريح الصبا . ثم اعتذر{[1566]} فقال : { لولا أن تفندّون } فيه أربعة أقاويل :
أحدها : لولا أن تسفهون ، قاله ابن عباس ومجاهد ، ومنه قول النابغة الذبياني{[1567]} :
إلا سليمان إذ قال المليكُ له *** قم في البرية فاحددها عن الفنَد
الثاني : معناه لولا أن تكذبون ، قاله سعيد بن جبير والضحاك ، ومنه قول الشاعر :
هل في افتخار الكريم من أود{[1568]} *** أم هل لقول الصديق من فند
الثالث : لولا أن تضعّفون ، قاله ابن إسحاق . والتفنيد : تضعيف الرأي ، ومنه قول الشاعر :
يا صاحبي دعا لومي وتفنيدي *** فليس ما فات من أمري بمردود
وكان قول هذا لأولاد بنيه ، لغيبة بنيه عنه ، فدل هذا على أن الجدَّ أبٌ .
الرابع : لولا{[1569]} أن تلوموني ، قاله ابن بحر .
يا عاذليَّ دعا الملامة واقصِرا *** طال الهوى وأطلْتُما التفنيدا
واختلفوا في المسافة التي وجد ريح قميصه منها على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه وجدها من مسافة عشرة أيام . قاله أبو الهذيل .
الثاني : من مسيرة ثمانية أيام ، قاله ابن عباس .
الثالث : من مسيرة ستة أيام ، قاله مجاهد . وكان يعقوب بأرض كنعان ويوسف بمصر وبينهما ثمانون فرسخاً{[1570]} ، قاله قتادة{[1571]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.