النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَٰبَنِيَّ ٱذۡهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (87)

قوله عز وجل : { . . . اذهبوا فتحسَّسُوا مِن يوسُفَ وأخيه } أي استعلموا وتعرّفوا ، ومنه قول عديّ بن زيد :

فإنْ حَييتَ فلا أحسسك في بلدي *** وإن مرضت فلا تحسِسْك عُوّادِي

وأصله طلب الشيء بالحس .

{ ولا تيأسوا من روح الله } فيه تأويلان :

أحدهما : من فرج الله ، قاله محمد بن إسحاق .

والثاني : من رحمة الله ، قاله قتادة . وهو مأخوذ من الريح التي بالنفع . وإنما قال يعقوب ذلك لأنه تنّبه على يوسف برد البضاعة واحتباس أخيه وإظهار الكرامة ولما حكي أن يعقوب سأل ملك الموت هل قبضت روح يوسف ؟ فقال : لا .