قوله عز وجل : { فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مَسّنا وأهلنا الضر } وهذا مِن ألطف ترفيق وأبلغ استعطاف . وفي قصدهم بذلك قولان :
أحدهما : بأن يرد أخاهم عليهم ، قاله ابن جرير .
والثاني : توفية كيلهم والمحاباة لهم ، قاله علي بن عيسى .
{ وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ } وأصل الإزجاء السَوْق بالدفع ، وفيه قول{[1544]} الشاعر عدي بن الرقاع{[1545]} .
تزجي أغَنّ كأن إبرَة روقِهِ *** قلمٌ أصاب من الدواة مدادها{[1546]}
وفي بضاعتهم هذه{[1547]} خمسة أقاويل :
أحدها : أنها كانت دراهم ، قاله ابن عباس .
الثاني : متاع الأعراب ، صوف وسمن ، قاله عبد الله بن الحارث .
الثالث : الحبة الخضراء وصنوبر ، قاله أبو صالح .
الرابع : سويق المقل . قاله الضحاك{[1548]} .
الخامس : خلق الحبْل والغرارة ، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً .
أحدها : أنها الرديئة ، قاله ابن عباس .
والثاني : الكاسدة ، قاله الضحاك .
الثالث : القليلة{[1549]} ، قاله مجاهد . قال ابن إسحاق{[1550]} : وهي التي لا تبلغ قدر الحاجة ومنه قول الراعي{[1551]} :
ومرسل برسول غير متّهم *** وحاجة غير مزجاة من الحاج
وقال الكلبي : هي كلمة من لغة العجم ، وقال الهيثمي : من لغة القبط .
{ فأوف لنا الكيل } فيه قولان :
أحدهما{[1552]} : الكيل الذي كان قد كاله لأخيهم ، وهو قول ابن جريج .
الثاني : مثل كيلهم الأول لأن بضاعتهم الثانية أقل ، قاله السدي .
{ وتصدق علينا } فيه أربعة أقاويل{[1553]} :
أحدهما : معناه تفضل علينا بما بين الجياد والرديئة{[1554]} ، قاله سعيد بن جبير والسدي والحسن ، وذلك لأن الصدقة تحرم{[1555]} على جميع الأنبياء .
الثاني : تصدق علينا بالزيادة على حقنا ، قاله سفيان بن عيينة . قال مجاهد : ولم تحرم الصدقة إلا على محمد صلى الله عليه وسلم وحده .
الثالث : تصدق علينا برد أخينا إلينا ، قاله ابن جريج ، وكره للرجل أن يقول في دعائه{[1556]} : اللهم تصدّق عَليّ ، لأن الصدقة لمن يبتغي الثواب .
الرابع : معناه تجوّز عنا ، قاله ابن شجرة وابن زيد{[1557]} واستشهد بقول الشاعر :
تصدّق علينا يا ابن عفان واحتسب *** وأمر علينا الأشعري لياليا
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.