النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلۡبَشِيرُ أَلۡقَىٰهُ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ فَٱرۡتَدَّ بَصِيرٗاۖ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (96)

قوله عز وجل : { فلما أن جاء البشير } وفيه قولان :

أحدهما : شمعون ، قاله الضحاك .

الثاني : يهوذا . سمي بذلك لأنه أتاه ببشارة .

{ ألقاه على وجهه } يعني ألقى قميص يوسف على وجه يعقوب .

{ فارتدَّ بصيراً } أي رجع بصيراً ، وفيه وجهان :

أحدهما : بصيراً بخبر يوسف .

الثاني : بصيراً من العمى .

{ قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : إني أعلم من صحة رؤيا يوسف ما لا تعلمون .

الثاني : إني أعلم من قول ملك الموت أنه لم يقبض روح يوسف ما لا تعلمون .

الثالث : إني أعلم من بلوى الأنبياء بالمحن ونزول العراج ونيل الثواب ما لا تعلمون .