النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞قَالَتۡ رُسُلُهُمۡ أَفِي ٱللَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يَدۡعُوكُمۡ لِيَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرَكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ قَالُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأۡتُونَا بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (10)

قوله عز وجل : { قالت رسلهم أفي الله شك } فيه وجهان :

أحدهما : أفي توحيد الله شك ؟ قاله قتادة .

الثاني : أفي طاعة الله شك ؟

ويحتمل وجهاً ثالثاً : أفي قدرة الله شك ؟ لأنهم متفقون عليها ومختلفون فيما عداها .

{ فاطر السماوات والأرض } أي خالقهما ، لسهوهم عن قدرته .

{ يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم } أي يدعوكم إلى التوبة ليغفر ما تقدمها من معصية .

وفي قوله تعالى : { من ذنوبكم } وجهان :

أحدهما : أن { من } زائدة ، وتقديره ، ليغفر لكم ذنوبكم ، قاله أبو عبيدة .

الثاني : ليست زائدة ، ومعناه أن تكون المغفرة بدلاً من ذنوبكم ، فخرجت مخرج البدل .

{ ويؤخركم إلى أجل مسمى } يعني إلى الموت فلا يعذبكم في الدنيا .