النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا} (81)

{ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا ربهما خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : خيراً منه إسلاماً ، قاله ابن جريج .

الثاني : خيراً منه علماً ، قاله مقاتل .

الثالث : خيراً منه ولداً .

وكانت أمه حبلى فولدت ، وفي الذي ولدته قولان :

أحدهما : ولدت غلاماً صالحاً مسلماً ، قاله ابن جريج .

الثاني : ولدت جارية تزوجها نبي فولدت نبياً هدى الله على يديه أمة من الأمم .

{ وَأَقْرَبَ رُحْماً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يعني أكثر براً بوالديه من المقتول ، قاله قتادة ، وجعل الرحم البر ، ومنه قول الشاعر{[1843]} :

طريدٌ تلافاه يزيد برحمةٍ *** فلم يُلْف من نعمائه يتعذَّرُ

الثاني : أعجل نفعاً وتعطفاً ، قال أبو يونس النحوي وجعل الرحم المنفعة والتعطف ، ومنه قول الشاعر :

وكيف بظلم جارية *** ومنها اللين والرحم

الثالث : أقرب أن يرحما به ، والرُّحم الرحمة ، قاله أبو عَمْرو بن العلاء ، ومنه قول الشاعر :

أحنى وأرحمُ مِن أمٍّ بواحدِها *** رُحْماً وأشجع من ذي لبدةٍ ضاري


[1843]:هو الأحوص بن محمد الأنصاري كما في اللسان ـ عذر، ومعناه: أنعم عليه نعمة لم يحتج إلى أن يعتذر منها.