السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا} (81)

ولما ذكر ما يلزم على تقدير بقائه من الفساد تسبب عنه قوله : { فأردنا } أي : بقتله وإراحتهما من شره { أن يبدلهما ربهما } أي : المحسن إليهما بإعطائه وأخذه ، قال مطرف : فرح به أبواه حين ولد وحزنا عليه حين قتل ولو بقي كان فيه هلاكهما ، فليرض كل امرئ بقضاء اللّه تعالى فإن قضاء الله تعالى للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب ولهذا أبدلهما اللّه تعالى { خيراً منه زكاة } أي : طهارة وبركة من الذنوب والأخلاق الرديئة وصلاحاً وتقوى { وأقرب رحماً } أي : رحمة وعطفاً عليهما ، وقيل : هو من الرحم والقرابة ، قال قتادة : أي : أوصل للرحم وأبرّ للوالدين ، قال الكلبي : أبدلهما اللّه تعالى جارية فتزوجها نبيّ من الأنبياء فولدت له نبياً فهدى اللّه تعالى على يديه أمّة من الأمم ، وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال : أبدلهما اللّه تعالى جارية ولدت سبعين نبياً ، وقال ابن جريج : أبدلهما بغلام مسلم ، وقرأ نافع وأبو عمرو { أن يبدّلهما } بفتح الباء الموحدة وتشديد الدال والباقون بسكون الموحدة وتخفيف الدال ، وقرأ ابن عامر { رحماً } برفع الحاء والباقون بالسكون .