النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا} (93)

قوله عز وجل : { حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ } بالفتح قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص . وقرأ الباقون بين السُّدين بالضم ، واختلف فيهما على قولين .

أحدهما : أنهما لغتان معناهما واحد .

الثاني : أن معناهما مختلف .

وفي الفرق بينهما ثلاثة{[1846]} أوجه :

أحدها : أن السد بالضم من فعل الله عز وجل " وبالفتح " من فعل الآدميين .

الثاني : أنه بالضم الاسم ، وبالفتح المصدر ، قاله ابن عباس وقتادة والضحاك . والسدان جبلان ، قيل إنه جعل الروم بينهما ، وفي موضعهما قولان :

أحدهما : فيما بين إرمينية وأذربيجان .

الثاني : في منقطع الترك مما يلي المشرق .

{ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً } أي من دون السدين ، وفي { يَفْقَهُونَ } قراءتان :

إحداهما : بفتح الياء والقاف يعني أنهم لا يفهمون كلام غيرهم .

والقراءة الثانية : بضم الياء وكسر القاف ، أي لا يفهم كلامهم غيرهم .


[1846]:هكذا في الأصل، لكنه ذكر وجهين فقط.