النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (104)

قوله تعالى : { يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا } فيه تأويلان :

أحدهما : معناه لا تقولوا . . . وهو قول عطاء .

والثاني{[181]} : يعني ارعنا سمعك ، أي اسمع منا ونسمع منك ، وهذا قول ابن عباس ، ومجاهد .

واختلفوا لِمَ نُهِي المسلمون عن ذلك ؟ على ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها كلمة كانت اليهود تقولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه الاستهزاء والسب ؛ كما قالوا سمعنا وعصينا ، واسمع غير مسمع ، وراعنا ليّاً بألسنتهم ، فَنُهِيَ المسلمون عن قولها ، وهذا قول ابن عباس وقتادة .

والثاني : أن القائل لها ، كان رجلاً من اليهود دون غيره ، يقال له رفاعة بن زيد ، فَنُهِيَ المسلمون عن ذلك ، وهذا قول السدي .

والثالث : أنها كلمة ، كانت الأنصار في الجاهلية تقولها ، فنهاهم الله في الإسلام عنها .

{ وَقُولُوا انظُرْنَا } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : معناه أَفْهِمْنَا وبين لنا ، وهذا قول مجاهد .

والثاني : معناه أَمْهِلْنا .

والثالث : معناه أَقْبِلْ علينا وانظر إلينا .

{ وَاسْمَعُوا } يعني ما تؤمرون به .


[181]:- هذا التأويل جاء في ك على النحو التالي: لا تقولوا راعنا أي كافئنا في المقالة كما يقول بعضهم لبعض من المعاني للرجاء أما الوجه الأول فساقط من ك وغير مقروء في ق لذا تركنا بياضا مكان الكلمة.