{ راعنا } يوارى بها عن الرعونة وتفرق الحجة والعقل
{ انظرنا } أقبل علينا وانظر إلينا فهي استدعاء نظر العين المقترن بتدبر الحال
{ يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا } نداء من الله تعالى للمؤمنين أن لا يتشبهوا بالسفهاء الإسرائيليين فقد كانوا عليهم اللعنة -يعمدون إلى كلام فيه تورية- ظاهره مقبول وقصدهم منه خبيث مرذول فإذا أرادوا استنصات الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقولوا اسمع لنا وإنما يقولون راعنا ويقصدون رميه صلوات الله عليه بالرعونة والخفة والطيش وقد أظهر الله تعالى أضغانهم تلك بمثل قوله سبحانه { من الذين هادوا يحرفون الكلام عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين . . . }{[377]} ( وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم أنهم كانوا إذا سلموا يقولون السام عليكم والسام هو الموت ولهذا أمرنا أن نردد عليهم ب " وعليكم " والغرض أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين في أقوالهم وأفعالهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولم نقر عليها . . . والله نهى المؤمنون أن يقولوا لنبيه صلى الله عليه وسلم راعنا لأنها كلمة كرهها الله تعالى أن يقولوها لنبيه صلى الله عليه وسلم ){[378]} وعلمنا سبحانه أن نقول { انظرنا } وأن نسمع له صلوات ربنا عليه ونطيعه { وللكافرين عذاب أليم } وعيد من الله تعالى وتحذير شديد ونذير لمن تشبه بالجاحدين المكذبين بالدين ولم يقر خاتم النبيين عليه الصلوات والتسليم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.