قوله تعلى : { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا } قال الكلبي : { راعنا } كلمة كانت العرب [ تكنى بها ] يقول الرجل لصاحبه : راعني سمعك ، فلما سمعتهم اليهود يقولون هذا للنبي عليه السلام أعجبهم ذلك ، و " راعني " في
كلام اليهود كلمة يسب [ بها بعضهم بعضا ] فقالوا : قوموا بنا نسب محمدا [ فأعلنوا ] له السب ، فكانوا يأتونه ، فيقولون : يا محمد راعنا ، ويضحكون فعرفها رجل من الأنصار كان يعرف لغتهم ، فقال : يا أعداء الله ، عليكم لعنة الله ، والذي نفسي بيده لئن سمعت رجلا منكم بعد مجلسي هذا يعيدها لأضربن عنقه ، فقالوا : أو لستم تقولونها للنبي ؟ فقال الله للذين آمنوا : { لا تقولوا } لمحمد : { راعنا } ولكن قولوا : { انظرنا } أي انتظرنا نتفهم ، فقال المؤمنون : الآن لئن سمعتم بالرجل من اليهود يقول لنبيكم : راعنا ، فأوجعوه ضربا ، فانتهت عنها اليهود بعد ذلك .
قال محمد : وذكر غير يحيى ، أن المسلمين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم : راعنا وأرعنا سمعك ، وأصل الكلمة من راعيت الرجل ، إذا تأملته ، وتعرفت أحواله ، وكانت اليهود يقولونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بلغتهم سب ، ويحرفونها إلى ما في قلوبهم من السب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن عليه .
قوله تعالى { واسمعوا } يعني واستمعوا ما يأمركم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تكونوا كالكافرين الذين لا يقولون : انظرنا ، ولا يسمعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم { عذاب أليم } أي موجع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.