الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (104)

قوله : ( لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا ) [ 103 ] . أي : خلافاً( {[3376]} ) .

وقيل : معناه أرعنا سمعك( {[3377]} ) ، أي : اسمع منا ونسمع منك( {[3378]} ) .

قال الضحاك : " كان الرجل من المشركين يقول : " أرعني سمعك " ( {[3379]} ) " .

قال قتادة : " هي كلمة كانت اليهود تقولها( {[3380]} ) على الاستهزاء ، فنهى الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم " ( {[3381]} ) .

وقيل : إنها لغة كانت في الأنصار فنهوا عن قولها تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم وتبجيلاً له ، لأن معناها : " أرعنا نرعك " ، فكأنهم لا يرعونه( {[3382]} ) حتى يرعاهم ، بل يرعى صلى الله عليه وسلم على كل حال( {[3383]} ) . ولا يعرف أهل اللغة : " راعيت " بمعنى " خالفت " كما روى مجاهد( {[3384]} ) .

وقرأ( {[3385]} ) الحسن " راعنا " من " الرعونة " ( {[3386]} ) منوناً ونصبها على المصدر : كأنه قال : رُعُونة( {[3387]} ) . وقيل : بالقول انتصبت( {[3388]} ) .

وقرأ الأعمش : " أنظِرنا –بقطع الألف وكسر الظاء( {[3389]} )- أي : أخرنا ، وذلك بعيد( {[3390]} ) لأنهم لم يؤمروا بالتأخير/ ، إنما أمروا بالقرب منه والتلطف في الخطاب .

وقيل : معنى قراءة الأعمش : أمهلنا( {[3391]} ) .

وقوله : ( وَاسْمَعُوا ) أي : ( {[3392]} ) واستمعوا ما يقال لكم ، وَعُوه( {[3393]} ) [ 103 ] .


[3376]:- وهو قول عطاء ومجاهد في جامع البيان 2/460.
[3377]:- سقط من ق. وفي ع3: سمعناك.
[3378]:- انظر: تفسير القرطبي 2/57. وهو قول ابن عباس ومجاهد كما في جامع البيان 2/460.
[3379]:- انظر: جامع البيان 2/460.
[3380]:- في ق: نقولها. وهو تصحيف.
[3381]:- انظر: جامع البيان 2/460.
[3382]:- في ع3: يرعونهم. وهو خطأ.
[3383]:- وهو قول عطاء. انظر: جامع البيان 2/461-462.
[3384]:- انظر: جامع البيان 2/465.
[3385]:- وهي قراءة شاذة. انظر: الإملاء 1/56، والمحرر الوجيز 1/313.
[3386]:- في ع3: بالرعونة.
[3387]:- جامع البيان 2/466.
[3388]:- المصدر السابق.
[3389]:- انظر: هذه القراءة في المحرر الوجيز 1/313-314.
[3390]:- في ع3: بعين. وهو تحريف.
[3391]:- انظر: جامع البيان 2/468-469، والمحرر الوجيز 1/314.
[3392]:- سقط من ع3.
[3393]:- في ع2، ق، ع3: رعوه. وهو تحريف.