جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (104)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا } ، نهى الله تعالى المؤمنين عن أن يقولوا لنبيه صلى الله عليه وسلم راعنا ، أي : أرعنا سمعك ، أي : اسمع منا وفي لمية المنع خلاف والمشهور أن لهذا اللفظ معنى قبيحا بلغة اليهود وهم لما سمعوا هذا اللفظ من المسلمين يأتونه ويقولون راعنا ويضحون سرا ،

{ وَقُولُواْ انظُرْنَا } ، أي : إلينا ، { وَاسْمَعُواْ } ، ترك هذه اللفظة {[165]} سماع قبول لا كاليهود قبل : إنه عليه السلام إذا تكلم معهم قالوا : راعنا ، أي راقبنا {[166]} وتأن بنا حتى نفهم ، فمنعوا من تلك الكلمة وأمروا بانظرنا أي : انتظرنا ، { وَلِلكَافِرِينَ } : الذين سبوا وتهاونوا رسلنا ، { عَذَابٌ أَلِيمٌ }


[165]:كلام السلف كعلي وابن مسعود وابن عباس وغيرهم ما قلناه أولا وهو صريح في أن هذه اللفظة إذا خاطب المسلمون نبي الله عليه الصلاة والسلام قالوها بدل اسمع منا، وقالوا معناه راعنا سمعك والذي ذكرناه بقيل ذكره الزمخشري وهو غير ما ذكره السلف بأجمعهم فلا تغفل/12 منه
[166]:من نظره إذا أنظره وإذا كان هذا معناه جاز أن يكون معنى واسمعوا: أحسنوا الاستماع حتى لا تفتقروا إلى طلب المراعاة/12 منه