النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمۡ دَعۡوَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ إِذَآ أَنتُمۡ تَخۡرُجُونَ} (25)

قوله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ } فيه وجهان :

أحدهما : أن تكون .

الثاني : أن تثبت .

{ بِأَمْرِهِ } فيه وجهان :

أحدهما : بتدبيره وحكمته .

الثاني : بإذنه لها أن تقوم بغير عمد .

{ ثُمَّ إِذا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنْ الأَرْضِ } أي وأنتم موتى في قبوركم .

{ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } أي من قبوركم مبعوثين إلى القيامة . قال قتادة : دعاهم من السماء فخرجوا من الأرض .

ثم فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه أخرجهم بما هو بمنزلة الدعاء وبمنزلة قوله كن فيكون ، قاله ابن عيسى .

الثاني : أنهم أخرجهم بدعاء دعاهم به ، قاله قتادة .

الثالث : أنه أخرجهم بالنفخة الثانية وجعلها دعاء لهم . ويشبه أن يكون قول يحيى بن سلام .