النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَيُحۡيِۦ بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (24)

قوله تعالى : { وَمِن آيَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً } فيه أربعة أوجه تأويلات :

أحدها : خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم ، قاله قتادة .

الثاني : خوفاً من الصواعق وطمعاً في الغيث ، قاله الضحاك .

الثالث : خوفاً من البرد أن يهلك الزرع وطمعاً في المطر أن يحيي الزرع ، حكاه يحيى بن سلام .

الرابع : خوفاً أن يكون البرق برقاً خُلّباً لا يمطر وطمعاً أن يكون ممطراً ، ذكره ابن بحر وأنشد قول الشاعر :

لا يكن برقك برقاً خُلّباً *** إن خير البرق ما الغيث{[2177]} معه

والعرب يقولون : إذا توالت أربعون برقة مطرت وقد أشار المتنبي إلى ذلك بقوله :

فقد أرد المياه بغير زادٍ *** سوى عَدّي لها بَرْق الغمام{[2178]}


[2177]:البيت لابن مقبل.
[2178]:استشهد القرطبي بهذين البيتين في نفس الموضع ص 19 ج 14