النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ رَبَّنَآ أَبۡصَرۡنَا وَسَمِعۡنَا فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (12)

قوله تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤوُسِهِم عِند رَبِّهمُ } أي عند محاسبة ربهم وفيه أربعة أوجه :

أحدها : من الغم ، قاله ابن عيسى .

الثاني : من الذل ، قاله ابن شجرة .

الثالث : من الحياء ، حكاه النقاش .

الرابع : من الندم ، قاله يحيى بن سلام .

{ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } فيه وجهان :

أحدهما : أبصرنا صدق وعيدك وسمعنا تصديق رسلك ، قاله ابن عيسى .

الثاني : أبصرنا معاصينا وسمعنا ما قيل فينا . قال قتادة : أبصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع .

{ فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } أي ارجعنا إلى الدنيا نعمل فيها صالحاً .

{ إِنَّا مُوقِنُونَ } فيه وجهان :

أحدهما : مصدقون بالبعث ، قاله النقاش .

الثاني : مصدقون بالذي أتي به محمد صلى الله عليه وسلم أنه حق ، قاله يحيى بن سلام .

قال سفيان : فأكذبهم الله فقال : { وَلَو رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنهُ } [ الأنعام : 28 ] الآية .