النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذۡ أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّـۧنَ أَنۡ ءَامِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ} (111)

قوله تعالى : { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحَوَارِيِّيِنَ أَنْ ءَامِنُوا بِي . . . }

في وحيه إلى الحواريين وجهان :

أحدهما : معناه أَلهَمْتُهُم أن يؤمنوا بي ، ويصدقوا أنك رسولي ، كما قال تعالى :

{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ } [ النحل : 68 ] .

والثاني : يعني ألقيت إليهم بالآيات التي أريتهم أن يؤمنوا بي وبك . وفي التذكير بهذه النعمة قولان :

أحدهما : أنها نعمة على الحواريين أن آمنوا ، فذكر الله تعالى به عيسى لأنهم أنصاره .

والثاني : أنها نعمة على عيسى ، لأنه جعل له أنصاراً من الحواريين قد آمنوا به .

والحواريون : هم خواص عيسى عليه السلام الذين استخلفهم من جملة الناس .

{ قَالُوا ءَامَنَّا } يعني بالله تعالى ربك .

{ وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : أنهم أشهدوا عيسى عليه السلام على إسلامهم بالله تعالى وبه .

والثاني : أنهم أشهدوا الله تعالى بذلك على أنفسهم .