قوله تعالى : { إِذْ قَالَ الحوَارِيُّونَ يَا عيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَل يَسْتَطِيعُ{[835]} رَبُّكَ } ، قرأ الكسائي وحده { هل تستطيع ربَّك } بالتاء والإِدغام{[836]} ، وربك بالنصب ، وفيها وجهان :
أحدهما : معناه هل تستدعي طاعة ربك فيما تسأله ، قاله الزجاج .
والثاني : هل تستطيع أن تسأل ربك ، قاله مجاهد ، وعائشة .
وقرأ الباقون { هل يستطيع ربك } بالياء والإِظهار ، وفي ذلك التأويل ثلاثة أوجه :
أحدها : هل يقدر ربك ، فكان هذا السؤال في ابتداء أمرهم قبل استحكام معرفتهم بالله تعالى .
والثاني : معناه هل يفعل ربك ، قاله الحسن ، لأنهم سموا بالحواريين بعد إيمانهم .
والثالث : معناه هل يستجيب لك ربك ويطيعك .
{ أَن يُنَزّلَ عَلَينَا مَآئِدَةً منَ السَّمَآءِ } قاله السدي ، قال قطرب : والمائدة لا تكون مائدة حتى يكون عليها طعام ، فإن لم يكن قيل : خِوان ، وفي تسميتها مائدة وجهان :
أحدهما : لأنها تميد ما عليها أي تعطي ، قال رؤبة :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** إلى أمير المؤمنين الممتاد{[837]} أي المستعطي .
والثاني : لحركتها بما عليها من قولهم : مَادَ الشيء إذا مال وتحرك ، قال الشاعر :
لعلك باك إن تغنت حمامة *** يميد غصن{[838]} من الأيك مائل
{ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مؤْمِنِينَ } فيه قولان :
أحدهما : يعني اتقوا معاصي الله إن كنتم مؤمنين به ، وإنما أمرهم بذلك لأنه أولى من سؤالهم .
والثاني : يعني اتقوا الله في سؤال الأنبياء إما طلباً لِعَنَتِهِم وإما استزادة للآيات منهم ، إن كنتم مؤمنين بهم ومصدقين لهم لأن ما قامت به دلائل صدقهم يغنيكم عن استزادة الآيات منهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.