قوله تعالى : { قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِل عَلَيْنَا مَآئِدَةً منَ السَّمَآءِ }
إنما زيدت الميم في آخر اللهم مثقلة عوضاً عن حرف النداء ، فلم يجز أن يدخل عليه حرف النداء فلا يقال يا اللهم لأن الميم المُعَوِّضة منه أغنت عنه ، فأما قول الشاعر :
وما عليك أن تقولي كلما *** سبحت أو هللت يا اللهم ما
اردد علينا شيخنا مسلما *** [ فإننا من خيره لن نعْدَما ]{[841]}
سأل عيسى ربه ، أن ينزل عليهم المائدة التي سألوه ، وفي سؤاله وجهان :
أحدهما : أنه تفضل عليهم بالسؤال ، وهذا قول من زعم أن السؤال بعد استحكام المعرفة .
والثاني : أنه رغبة منه إلى الله تعالى في إظهار صدقه لهم ، وهذا قول من زعم أن السؤال قبل استحكام المعرفة .
{ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا } فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : نتخذ اليوم الذي أنزلت فيه عيداً نعظمه نحن ومن بعدنا قاله قتادة والسدي .
وقيل : إن المائدة أنزلت عليهم في يوم الأحد غداة وعشية ، ولذلك جعلوا الأحد عيداً{[842]} .
والثاني : معناه عائدة من الله تعالى علينا ، وبرهاناً لنا ولمن بعدنا .
والثالث : يعني نأكل منها جميعاً ، أولنا وآخرنا ، قاله ابن عباس .
{ وَءَايَةً مِّنكَ } يعني علامة الإِعجاز الدالة على توحيدك وقيل التي تدل على صدق أنبيائك .
[ وارزقنا ]الشكر على ما أنعمت به علينا من إجابتك ، وقيل : ارزقنا ذلك من عندك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.