النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (21)

{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ منْ رَبِّكُمْ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله أبو سعيد .

الثاني : الصف الأول ، قاله رباح بن عبيد .

الثالث : إلى التكبيرة الأولى مع الإمام ، قاله مكحول .

الرابع : إلى التوبة : قاله الكلبي .

{ وَجَنَةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَآءِ } ترغيباً في سعتها ، واقتصر على ذكر العرض دون الطول لما في العرض من الدلالة على الطول ، ولأن من عادة العرب أن تعبر عن سعة الشيء بعرضه دون طوله ، قال الشاعر :

كأن بلاد الله وهي عريضة *** على الخائف المطلوب حلقة خاتم{[2917]} .

{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مِن يَشَآءُ } فيه وجهان :

أحدهما : الجنة ، قاله الضحاك . الثاني : الدين ، قاله ابن عباس .

وفي { مَن يَشَآءُ } قولان :

أحدهما : من المؤمنين ، إن قيل إن الفضل الجنة .

الثاني : من جميع الخلق ، إن قيل إنه الدين .


[2917]:في تفسير القرطبي كفة حابل، ذكره في موضعين 205/ 4 و 256/ 17 وفسر الكفة بأنها ما يصاد به الظباء يجعل كالطوق. ولم أهتد إلى قائل هذا البيت.