فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ} (10)

{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذي سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ( 10 ) } .

والذين جاءوا إلى هدى الإيمان من بعد المهاجرين الأولين والأنصار يدعون لإخوانهم في الإيمان الذين سبقوهم بإحسان ، ويسألون المولى لهم غفران السيئات ورفع الدرجات ، ويضرعون إليه سبحانه أن يطهر قلوبهم حتى تظل نقية وفية لأسلافهم ؛ فإنك يا ربنا بالغ الرأفة ، واسع الرحمة ، تستجيب الدعاء ، وترحم الرحماء .

[ وفي الحديث الصحيح : أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أن رأيت إخواننا ) قالوا : يا رسول الله ! ألسنا بإخوانك ؟ فقال : ( بل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطهم على الحوض ) ، فبين صلى الله عليه وسلم إن إخوانهم كل يأتي بعدهم . . . وقال العوام بن حوشب : أدركت صدر هذه الأمة يقولون : اذكروا محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تألف عليهم القلوب ، ولا تذكروا ما شجر بينهم فتجسروا الناس عليهم . وقال الشعبي : تفاضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلة ، سئلت اليهود : من خير أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب موسى . وسئلت النصارى : من خير أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب عيسى . وسئلت الرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب محمد ، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم ، فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة ، لا تقوم لهم راية ، ولا تثبت لهم قدم ، ولا تجتمع لهم كلمة ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله بسفك دمائهم ، وإدحاض حجتهم ، أعادنا الله وإياكم من الأهواء المضلة . ]{[6482]} .


[6482]:ما بين العارضتين أورده صاحب الجامع لأحكام القرآن ج، 18 ص 32-33