النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ قَدۡ وَقَعَ عَلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ رِجۡسٞ وَغَضَبٌۖ أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيٓ أَسۡمَآءٖ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٖۚ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ} (71)

قوله تعالى : { قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم من رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ } في الرجس ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه العذاب ، قاله زيد بن أسلم .

والثاني : السخط ، قاله ابن عباس .

والثالث : أن {[1091]}الرجس والرجز بمعنى واحد إلا أن الزاي قلبت سيناً كما قلبت السين تاء في قول الشاعر :

أَلاَ لَحَى اللَّهُ بَنِي السَّعْلاَةِ لَيْسَوا بِأَعْفَافٍ وَلاَ أَكْيَاتِ *** عَمْرو بنِ يَرْبُوعَ لِئَامَ النَّاتِ

يريد الناس ، وأكياس .

قوله عز وجل : { . . . فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا } يعني الأصنام ، وفي مراده بتسميتهم وجهان :

أحدهما : في تسميتها آلهة يعبدونها .

والثاني : أنه تسميتهم لبعضها أنه يسقيهم المطر ، والآخرة أنه يأتيهم بالرزق ، والآخر أنه يشفي المريض ، والآخر يصحبهم في السفر .

وقيل : إنه ما أمرهم هود إلا بتوحيد الله والكف عن ظلم الناس فأبوا وقالوا : من أشد منا قوة ، فأهلكوا .


[1091]:من : فأشرفوا على واد إلى هنا سقط من ك وهو بمقدار ورقة من ق.