فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ قَدۡ وَقَعَ عَلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ رِجۡسٞ وَغَضَبٌۖ أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيٓ أَسۡمَآءٖ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٖۚ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ} (71)

{ قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب } جعل ما هو متوقع كالواقع ، تنبيهاً على تحقق وقوعه ، كما ذكره أئمة المعاني والبيان .

وقيل معنى وقع : وجب . والرجس : العذاب . وقيل : هو هنا الرين على القلب بزيادة الكفر . ثم استنكر عليهم ما وقع منهم من المجادلة ، فقال : { أتجادلونني في أسماء } يعني أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها ، جعلها أسماء ، لأن مسمياتها لا حقيقة لها ، بل تسميتها بالآلهة باطلة ، فكأنها معدومة لم توجد ، بل الموجود أسماؤها فقط { سميتموها أنتم وآباؤكم } أي سميتم بها معبوداتكم من جهة أنفسكم أنتم وآباؤكم ، ولا حقيقة لذلك { وما نزل الله بها من سلطان } أي من حجة تحتجون بها على ما تدّعونه لها من الدعاوى الباطلة ، ثم توعدهم بأشد وعيد فقال : { فانتظروا إني معكم من المنتظرين } أي فانتظروا ما طلبتموه من العذاب ، فإني معكم من المنتظرين له ، وهو واقع بكم لا محالة ، ونازل عليكم بلا شك .

/خ72