تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ قَدۡ وَقَعَ عَلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ رِجۡسٞ وَغَضَبٌۖ أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيٓ أَسۡمَآءٖ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٖۚ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ} (71)

الآية 71 وقوله تعالى : { قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب } قال بعضهم : الرجس العذاب ؛ أي وجب عليكم العذاب بتكذيبكم{[8568]} هودا أو تقليدكم آباءكم في عبادتكم غير الله { وغضب } وهو العذاب أيضا .

وجائز أن يكون الرّجس ههنا الخذلان وحرمان التوفيق والمعونة ؛ أي وقع عليكم ، ووجب ، الخذلان وحرمان التوفيق باختياركم ما اخترتم .

وقال بعضهم : الرجس هو الإثم والخبث كقوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور } [ الحج : 30 ] وقوله تعالى : { رجس من عمل الشيطان } [ المائدة : 90 ] وقوله [ صلى الله عليه وسلم ]{[8569]} : ( اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخنّث من الشيطان الرجيم ) [ ابن ماجة299 ]

وقوله تعالى : { أتجادلونني في أسماء سمّيتموها } ومجادلتهم ما قالوا { أجئتنا لنعبد الله وحده } ويحتمل { في أسماء } أي بأسماء { سمّيتموها } .

وقوله تعالى : { ما نزّل الله بها من سلطان } قيل : من حجة ، أي لم ينزّل لهم حجة في عبادتهم غير الله ، وقيل : السلطان ههنا عذر ؛ أي لم ينزّل لهم عذرا في ذلك .

وقوله تعالى : { فانتظروا }أي انتظروا أنتم وعد الشيطان { إني معكم من المنتظرين } وعد الرحمان .

وقوله تعالى : { ما نزّل الله بها من سلطان } أي من حجة في تسميتهم الأصنام التي عبدوها دون الله لمّا سموها آلهة وشفعاء ونحوه ؛ كأنهم إنما جادلوه في تسميتهم آلهة وشفعاء وأن ليس لهم حجة ولا عذر في عبادتهم غير الله ولا في إشراكهم غيره في العبادة والألوهية { فانتظروا } . وقال الحسن : انتظروا أنتم مواعد الشيطان { إني معكم من المنتظرين } لمواعد الله .


[8568]:من م، في الأصل: بتكذيبهم.
[8569]:ساقطة من الأصل وم.