فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ قَدۡ وَقَعَ عَلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ رِجۡسٞ وَغَضَبٌۖ أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيٓ أَسۡمَآءٖ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٖۚ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ} (71)

{ قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب } جعل ما هو متوقع كالواقع تنبيها على تحقق وقوعه كما ذكر أئمة المعاني والبيان ، وقيل معنى وقع وجب والرجس العذاب ، وقيل السخط ، وقيل هو هنا الرين على القلب بزيادة الكفر .

ثم استنكروا ما وقع منهم من المجادلة فقال { أتجادلونني في أسماء } يعني أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها جعلها أسماء عارية لأن مسمياتها لا حقيقة لها بل تسميتها بالآلهة باطل ، فكأنها معدومة لم توجد بل الموجود أسماؤها فقط ، والاستفهام على سبيل الإنكار .

{ سميتموها } أي سميتم بها معبوداتكم من جهة أنفسكم { أنتم وآبائكم } ولا حقيقة لذلك { ما نزل الله بها من سلطان } أي حجة تحتجون بها على ما تدعونه لها من الدعاوي الباطلة ، ثم توعدهم بأشد وعيد فقال { فانتظروا إني معكم من المنتظرين } أي فانتظروا ما طلبتموه من العذاب وهو واقع بكم لا محالة ونازل عليكم بلا شك .