النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (115)

قوله عز وجل : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ } الآية . سبب نزولها أن قوماً من الأعراب أسلموا وعادوا إلى بلادهم فعملوا بما شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمله من الصلاة إلى بيت المقدس وصيام الأيام البيض ، ثم قدموا بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدوه يصلي إلى الكعبة ويصوم شهر رمضان ، فقالوا : يا رسول الله [ أضلنا ] الله بعدك بالصلاة . إنك{[1302]} على أمر وإنا على غيره فأنزل الله تعالى هذه الآية .


[1302]:أي أنهم لم يعلموا بنسخ التوجه في الصلاة إلى بيت المقدس كما لم يعلموا بفرض صيام رمضان فظلوا يتعبدون حسب هذين الحكمين المنسوخين فظنوا أن عبادتهم غير مقبولة فنزلت الآية المذكورة تبين أن الله قبل منهم عبادتهم وقد هداهم إلى الإيمان به.