السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (115)

{ وما كان الله ليضل قوماً } أي : يفعل بهم ما يفعل بالضالين من العقوبة لأجل ارتكابهم المنهي عنه { بعد إذ هداهم } للإسلام { حتى يبيّن لهم } بياناً شافياً لداء العمى { ما يتقون } أي : ما يجب اتقاؤه للنهي ، أمّا قبل العلم والبيان فلا سبيل عليهم كما لا يؤاخذون بشرب الخمر ولا ببيع الصاع بالصاعين قبل التحريم وهذا بيان لعذر من خاف المؤاخذة بالاستغفار للمشركين قبل ورود النهي عنه ، وقيل : إنه في قوم مضوا على الأمر الأول في القبلة والخمر وغير ذلك ، وفي الجملة دليل على أنّ الغافل غير مكلف { إنّ الله بكل شيء عليم } أي : بالغ العلم فهو يبيّن لكم ما تأتون وما تذرون مما يتوقف عليه الهدى وما تركه تعالى فإنما يتركه رحمة لكم لا يضل ربي ولا ينسى .