الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (115)

{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ } يقول : وما كان الله [ ليحكم ] عليكم بالضلال بعد استغفاركم للمشركين قبل أن يتقدم إليكم بالنهي .

قال مجاهد : بيان الله للمؤمنين في ترك الاستغفار للمشركين خاصة ، وبيانه لهم في معصيته وطاعته عامة ، فافعلوا أو ذروا .

وقال مقاتل والكلبي : لما أنزل الله تعالى الفرائض فعمل بها الناس [ ثم ] نسخها من القرآن وقد غاب ( ناس ) وهم يعملون للأمر الأول من القبلة والخمر وأشباه ذلك ، فسألوا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ } يعني وما كان الله ليبطل عمل قوم عملوا بالمنسوخ { حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم } قال الضحاك : ما كان الله ليضل قوماً حتى يبين لهم ما يأتون وما يذرون { إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }