الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (115)

وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن عقيل رضي الله عنه قال : دفع إلى يحيى بن يعمر كتاباً قال : هذه خطبة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، كان يقوم فيخطب بها كل عشية خميس على أصحابه ذكر الحديث ، ثم قال : فمن استطاع منكم أن يغدو عالماً أو متعلماً فليفعل ولا يغدو لسوى ذلك ، فإن العالم والمتعلم شريكان في الخير ، أيها الناس إني والله ما أخاف عليكم أن تؤخذوا بما لم يبين لكم وقد قال الله تعالى { وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون } فقد بين لكم ما تتقون .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون } قال : نزلت حين أخذوا الفداء من المشركين يوم الأسارى ، قال : لم يكن لكم أن تأخذوه حتى يؤذن لكم ولكن ما كان الله ليعذب قوماً بذنب أذنبوه حتى يبين لهم ما يتقون . قال : حتى ينهاهم قبل ذلك .