المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ} (156)

156- الذين إذا نزل بهم ما يؤملهم يؤمنون أن الخير والشر من الله ، وأن الأمر كله لله فيقولون : إنّا مِلْكٌ لله - تعالى - وراجعون إليه ، فليس لنا من أمرنا شيء ، وله الشكر على العطاء وعلينا الصبر عند البلاء ، وعنده المثوبة والجزاء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ} (156)

ثم وصف تعالى الصابرين الذين بشرهم بقوله { الذين إذا أصابتهم مصيبة } الآية ، وجعل هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب( {[1438]} ) وعصرة( {[1439]} ) للممتحنين لما جمعت من المعاني المباركة ، وذلك توحيد الله والإقرار له بالعبودية والبعث من القبور واليقين بأن رجوع الأمر كله إليه كما هو له ، وقال سعيد بن جبير : لم يعط هذه الكلمات نبي قبل نبينا ، ولو عرفها يعقوب لما قال يا أسفا على يوسف .

وروي أن مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم انطفأ ذات ليلة فقال : { إنا لله وإنا إليه راجعون } ، فقيل : أمصيبة هي يا رسول الله ؟ فقال : «نعم كل ما آذى المؤمن فهي مصيبة »( {[1440]} ) .


[1438]:- في الآية الكريمة إشارة إلى أن الدنيا دار محنة وبلاء، وأن علاج ذلك هو الصبر، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى، وإذا كان ذلك جَبَر الله مصيبته، وأحسن عاقبته، وجعل له خلفاً صالحاً يرضاه. وروى الترمذي بسند ضعيف عن ابن مسعود رضي الله عنه: (من عزى مصابا فله مثل أجره).
[1439]:- العُصْرة: هي الملجأ. فهو عطف مرداف.
[1440]:- المصيبة – إما أن تكون من كسب الإنسان كما قال تعالى: [وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم]. وإما أن تكون لمجرد الابتلاء ورفع الدرجات وذلك في حق الأنبياء والأولياء – والمصيبة بالعدل، والنعمة بالفضل.