الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ} (156)

{ الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ } عبيداً تجمع وملكاً . { وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } في الاْخرة أمال نصير النّون في قوله { إِنَّا للَّهِ } ، فأمال قتيبة النون واللام جميعاً فخمها الباقون ، وقال أبو بكر الورّاق : إنّا لله : اقرار منّا له بالملك وإنّا إليه راجعون : في الآخرة إقرار على أنفسنا بالهلاك .

قال عكرمة : " طفى سراج النبّي صلى الله عليه وسلم فقال : { إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } فقيل : يا رسول الله أمصيبة هي ؟

قال : نعم كل شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة " .

قال سعيد بن جبير : ما أُعطي أحد في المصيبة ما أُعطي هذه الأمة يعني الاسترجاع ولو أعطي لأحد لأعطي يعقوب عليه السلام ألاّ تسمع إلى قوله في فقد يوسف { يَأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ } [ يوسف : 84 ] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه ، وجعل له خلفاً صالحاً يرضاه " .

وعن فاطمة بنت الحسين عن أمّها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعاً وان تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثل يوم أُصيب " .