ثم وصف سبحانه الصابرين الَّذين بشَّرهم بقوله : { الذين إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون }[ البقرة :156 ] ، فجعل سبحانه هذه الكلماتِ ملجأً لذوي المصائبِ ، لما جمعتْ من المعاني المباركةِ ، من توحِيدِ اللَّهِ سبحانه ، والإِقرار له بالعبودية ، والبعثِ من القبورِ ، واليقينِ بأنَّ رجوع الأمر كلِّه إِليه كما هو له ، قال الفَخْرُ : " قال أبو بَكْرٍ الوَرَّاق الوراق : { إِنَّا لِلَّهِ } إقرارٌ منَّا له بالمُلْكِ ، و{ إِنَّا إِلَيْهِ راجعون } إِقرارٌ على أنفسنا بالهلاكِ " .
" واعلم أن قوله : { إِنَّا لِلَّهِ } يدلُّ على كونه راضيًا بكلِّ ما نَزَلَ به ، ووردَتْ أخبارٌ كثيرةٌ في هذا البابِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فمنِ استرجع عند المصيبة ، جَبَر اللَّه مصيبته ، وأحْسَنَ عقباه ، وجعل له خَلَفاً صالحاً يرضَاهُ " ، انتهى .
ورُوِيَ : " أنَّ مَصْبَاحَ رسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم انطفأ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ : { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون } ، فَقِيلَ : أَمُصِيبَةٌ هِيَ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، كُلُّ مَا آذَى المُؤْمِنَ ، فَهُوَ مُصِيبَةٌ ) ، قال النوويُّ : ورُوِّينَا في «كتاب ابن السُّنِّيِّ » عن أبي هريرة ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( ليسترجعْ أحدُكُمْ في كلِّ شيء ، حتى في شِسْعِ نَعْلِه ، فَإِنها من المصائِبِ ) انتهى من «الْحِلْيَةِ » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.