إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ} (156)

{ وَبَشّرِ الصابرين الذين إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون } الخطابُ للرسول صلى الله عليه وسلم أو لكل من يتأتى منه البِشارة ، والمصيبةُ ما يصيب الإنسانَ من مكروه لقوله عليه السلام : « كلُّ شيءٍ يؤذي المؤمنَ فهو له مصيبةٌ » وليس الصبرُ هو الاسترجاعُ باللسان بل بالقلب بأن يَتصوَّرَ ما خُلق له وأنه راجِعٌ إلى ربه ويتذكرَ نِعمَ الله تعالى عليه ويرى أن ما أبقى عليه أضعافُ ما استردّ منه ، فيهونُ ذلك على نفسه ويستسلم ، والمبشَّرُ به محذوفٌ دل عليه ما بعده .