الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ} (156)

وعن النبي صلى الله عليه وسلم : " من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفاً صالحاً يرضاه " . وروي : أنه طفىء سراج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «إنا لله وإنا إليه راجعون » فقيل : أمصيبة هي ؟ قال : «نعم كل شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة » ، وإنما قلل في قوله : ( بشيء ) ليؤذن أن كل بلاء أصاب الإنسان وإن جل ففوقه ما يقل إليه ، وليخفف عليهم ويريهم أن رحمته معهم في كل حال لا تزايلهم وإنما وعدهم ذلك قبل كونه ليوطنوا عليه نفوسهم . ( نقص ) عطف على ( شيء ) أو على الخوف ، بمعنى : وشيء من نقص الأموال . والخطاب في ( بشر ) لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من يتأتى منه البشارة . وعن الشافعي رحمه الله في الخوف : خوف الله . والجوع : صيام شهر رمضان ؛ والنقص من الأموال : الزكوات والصدقات ، ومن الأنفس : الأمراض ، ومن الثمرات ؛ موت الأولاد .

وعن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ولد العبد قال الله تعالى للملائكة : أقبضّتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم ، فيقول : أقبضتم ثمرة قلبه ؟ فيقولون : نعم ، فيقول الله تعالى : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع ، فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد " .