{ إن لك في النهار سبحاً طويلاً } أي : تصرفاً وتقلباً وإقبالاً وإدباراً في حوائجك وأشغالك ، وأصل السبح : سرعة الذهاب ، ومنه السباحة في الماء ، وقيل : سبحاً طويلاً : أي : فراغاً وسعة لنومك وتصرفك في حوائجك فصل من الليل . وقرأ يحيى بن يعمر سبخاً بالخاء المعجمة أي : استراحة وتخفيفاً للبدن ، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة ، وقد دعت على سارق : " لا تسبخي عنه بدعائك عليه " ، أي : لا تخففي .
وقوله تعالى : { إن لك في النهار سبحاً طويلاً } أي تصرفاً وتردداً في أمورك كما يتردد السابح في الماء . ومنه سمي الفرس سابحاً لتثنيه واضطرابه ، وقال قوم من أهل العلم إنما معنى الآية التنبيه على أنه إن فات حزب الليل بنوم أو عذر فليخلف بالنهار فإن فيه { سبحاً طويلاً } ، وقرأ يحيى بن يعمر وعكرمة : «سبخاً طويلاً » بالخاء منقوطة ، ومعناه خفة لك من التكاليف ، والتسبيخ التخفيف ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : «ولا تسبخي عنه » لعائشة في السارق الذي سرقها ، فكانت تدعو عليه ، ( لا تسبخي عنه ){[11393]} معناه لا تخففي عنه . قال أبو حاتم : فسر يحيى السبح بالنوم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.