تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا} (7)

الآية 7 : وقوله تعالى : { إن لك في النهار سبحا طويلا } [ قال أبو بكر والزجاج : السبح السعة ؛ كأنه قال : إن لك في النهار سعة طويلة في تبليغ الرسالة والقيام به ، فتفرغ بالليالي لعبادة ربك .

وقيل : { إن لك في النهار سبحا طويلا } أي فراغا وسعة ومتقلبا ]{[22424]} فالسبح يذكر ، ويراد به الفراغ ، ويذكر ، ويراد به المشي والتقلب .

وهذا الذي قالوه محتمل ، ولكن لا يجيء أن يصرف تأويل الآية إلى الفراغ والتقلب إلى حوائج نفسه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يتناول من الدنيا إلا[ قدر ما يقيم به حاجته ]{[22425]} فلا يحتاج إلى فضل تقلب ولا إلى كثير فراغ ليتوسع في أمر دنياه ، ولكن حقه أن ينصرف بقلبه إلى تبليغ الرسالة ودعاء الخلق إلى توحيد الله تعالى وإلى [ ما ]{[22426]} يحق عليهم ، فيكون في قوله : { إن لك في النهار سبحا طويلا } ترخيص لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أن ينتصب بالليل{[22427]} للقيام بين يديه واجتزاء منه بتبليغ الرسالة بالنهار .


[22424]:ساقطة من م.
[22425]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل و م: ما قدر ما يقيم به بهمة.
[22426]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل و م.
[22427]:في الأصل و م: بالليالي.