السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا} (7)

{ إنّ لك } أي : أيها المتهجد أو يا أكرم الخلق إن كان الخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم { في النهار } الذي هو محل السعي في مصالح الدنيا { سبحاً طويلاً } أي : تصرّفاً وتقلباً وإقبالاً وإدباراً في حوائجك وأشغالك ، والسبح : مصدر سبح استعير للتصرف في الحوائج من السباحة في الماء وهي البعد فيه . وقال القرطبي : السبح الجري والدوران . ومنه السباحة في الماء لتقلبه بيديه ورجليه ، وفرس سابح شديد الجري . وقيل : السبح الفراغ ، أي : إنّ لك فراغاً لحاجات النهار . وعن ابن عباس رضي الله عنهما { سبحاً طويلاً } يعني فراغاً طويلاً لنومك وراحتك ، فاجعل ناشئة الليل لعبادتك . وقيل : إن فاتك من الليل شيء فلك في النهار فراغ تقدر على تداركه فيه .