الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا} (7)

{ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً } قراءة العامة : بالحاء غير معجمة ، أي فراغاً وسعة لنومك وتصرفك في حوائجك ، وأصل السبح سرعة الذهاب . ومنه السباحة في الماء ، وفرس سابح شديد الجري . قال الشاعر :

أباحوا لكم شرق البلاد وغربها *** ففيها لكم يا صاح سبح من السبح

وقرأ يحيى بن يعمر : سبخاً بالخاء المعجمة ، أراد خفة وسعة واستراحة ، ومنه " قول النبيّ لعائشة وقد دعت على سارق سرقها : " لا تسبخي عنه بدعائك عليه " أي لا تخففي ، والتسبيخ توسيع القطن والصوف وتنفيشها ، يقال للمرأة : سبّخي قطنك ، ويقال لقطع القطن إذا ندف : سابخ .

قال الأخطل يصف القناص والكلاب :

فأرسلوهن يذرين التراب كما *** يذري سبائخ قطن ندف أوتار

قال تغلب : السبحُ التردد والاضطراب والسبخ السكون ومنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم : " الحمى من قيح جهنهم فسبّخوها بالماء " أي سكنوها .