فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا} (7)

{ إن لك في النهار سبحا طويلا } قرأ الجمهور بالحاء المهملة أي تصرفا في حوائجك وأشغالك وإقبالا وإدبار وذهابا ومجيئا ، السبح الجري والدوران ومنه السباحة في الماء لتقلبه بيديه ورجليه ، وفرس سابح أي شديد الجري ، وقد استعير من السباحة في الماء للتصرف في الحوائج ، وقيل السبح الفراغ أي أن لك فراغا بالنهار للحاجات فصل بالليل .

وقال ابن عباس : السبح الفراغ للحاجة والنوم ، قال ابن قتيبة : أي تصرفا وإقبالا وإدبارا في حوائجك وأشغالك وقيل فراغا وسعة لنومك وراحتك ، وقال الخليل : سبحا أي نوما والسبح التمدد ، وقال الزجاج : المعنى إن فاتك في الليل شيء فلك في النهار فراغ للاستدراك .

وقرئ سبخا بالخاء المعجمة قيل ومعنى هذه القراءة الخفة والسعة والاستراحة ، قال الأصمعي يقال سبخ الله الحمى أي خففها ، وسبخ الحر فتر وخف ومنه قول الشاعر .

فسبخ عليك الهم واعلم بأنه إذا قدر الرحمن شيئا فكائن

أي خفف عنك الهم ، والتسبيخ من القطن ما ينسبخ بعد الندف ، وقال ثعلب السبخ بالخاء المعجمة التردد والاضطراب ، والسبخ السكون ، وقال أبو عمر السبخ النوم والفراغ .