المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

11 - اتركني وحدي مع مَن خلقته ، فإني أكفيك أمره ، جعلت له مالاً مبسوطاً واسعاً غير منقطع ، وبنين حضوراً معه ، وبسطت له الجاه والرياسة بسطة تامة ، ثم يطمع أن أزيده في ماله وبنيه وجاهه بدون شكر ؟ .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

قوله عز وجل{ ذرني ومن خلقت وحيداً } أي : خلقته في بطن أمه وحيداً فريداً لا مال له ولا ولد . نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي ، كان يسمى الوحيد في قومه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

11

( ذرني ومن خلقت وحيدا ) . .

والخطاب للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ومعناه خل بيني وبين هذا الذي خلقته وحيدا مجردا من كل شيء آخر مما يعتز به من مال كثير ممدود وبنين حاضرين شهود ونعم يتبطر بها ويختال ويطلب المزيد . خل بيني وبينه ولا تشغل بالك بمكره وكيده . فأنا سأتولى حربه . . وهنا يرتعش الحس ارتعاشة الفزع المزلزل ؛ وهو يتصور انطلاق القوة التي لا حد لها . . قوة الجبار القهار . . لتسحق هذا المخلوق المضعوف المسكين الهزيل الضئيل ! وهي الرعشة التي يطلقها النص القرآني في قلب القارئ والسامع الآمنين منها . فما بال الذي تتجه إليه وتواجهه !

ويطيل النص في وصف حال هذا المخلوق ، وما آتاه الله من نعمه وآلائه ، قبل أن يذكر إعراضه وعناده . فهو قد خلقه وحيدا مجردا من كل شيء حتى من ثيابه ! ثم جعل له مالا كثيرا ممدودا . ورزقه بنين من حوله حاضرين شهودا ، فهو منهم في أنس وعزوة . ومهد له الحياة تمهيدا ويسرها له تيسيرا . . ( ثم يطمع أن أزيد ) . . فهو لا يقنع بما أوتي ، ولا يشكر ويكتفي . . أم لعله يطمع في أن ينزل عليه الوحي وأن يعطى كتابا كما سيجيء في آخر السورة : ( بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) . . فقد كان ممن يحسدون الرسول[ صلى الله عليه وسلم ] على إعطائه النبوة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

يقول تعالى متوعدا لهذا الخبيث الذي أنعم الله عليه بنعم الدنيا ، فكفر بأنعم الله ، وبدلها كفرا ، وقابلها بالجحود بآيات الله والافتراء عليها ، وجعلها من قول البشر . وقد عدد الله عليه نعَمه حيث قال : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا } أي : خرج من بطن أمه وحده لا مال له ولا ولد ،

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

وقوله : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : كل يا محمد أمر الذي خلقته في بطن أمه وحيدا ، لا شيء له من مال ولا ولد إليّ . وذُكر أنه عُنِي بذلك : الوليد بن المغيرة المخزومي . ذكر من قال ذلك :

حدثنا سفيان ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا يونُس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد ، عن سعيد بن جُبير أو عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : أنزل الله في الوليد بن المغيرة قوله : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا وقوله : فَوَرَبّكَ لَنَسألَنّهُمْ أجَمعِينَ . . . إلى آخرها .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا قال : خلقته وحده ليس معه مال ولا ولد .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن محمد بن شريك ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا قال : نزلت في الوليد بن المغيرة ، وكذلك الخلق كلهم .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا وهو الوليد بن المغيرة ، أخرجه الله من بطن أمه وحيدا لا مال له ولا ولد ، فرزقه الله المال والولد ، والثروة والنماء .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا . . . إلى قوله : إنْ هَذَا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ . . . حتى بلغ سأُصْلِيهِ سَقَرَ قال : هذه الاَية أُنزلت في الوليد بن المُغيرة .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا يعني الوليد بن المغيرة .