المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ} (7)

7- ووجدك حائراً لا تقنعك المعتقدات حولك ، فهداك إلى منهج الحق ؟

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ} (7)

{ ووجدك ضالاً فهدى } يعني ضالاً عما أنت عليه فهداك للتوحيد والنبوة . قال الحسن والضحاك وابن كيسان : { ووجدك ضالاً } عن معالم النبوة وأحكام الشريعة غافلاً عنها ، فهداك إليها ، كما قال : { وإن كنت من قبله لمن الغافلين } ( يوسف- 3 ) ، وقال : { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان }( الشورى- 52 ) . وقال : ضالاً في شعاب مكة فهداك إلى جدك عبد المطلب روى أبو الضحى عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضل في شعاب مكة وهو صبي صغير ، فرآه أبو جهل منصرفاً عن أغنامه فرده إلى عبد المطلب " . وقال سعيد بن المسيب : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب في قافلة مسيرة غلام خديجة فبينما هو راكب ذات ليلة ظلماء ناقةً جاء إبليس فأخذ بزمام الناقة فعدل به عن الطريق ، فجاء جبريل فنفخ إبليس نفخة وقع منها إلى أرض الحبشة ، ورده إلى القافلة فمن الله عليه بذلك . وقيل : وجدك ضالاً ضال نفسك لا تدري من أنت ، فعرفك نفسك وحالك .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ} (7)

{ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } أي : وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان ، فعلمك ما لم تكن تعلم ، ووفقك لأحسن الأعمال والأخلاق .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ} (7)

ووجدك ضالا عن علم الحكم والأحكام فهدى فعلمك بالوحي والإلهام والتوفيق للنظر وقيل وجدك ضالا في الطريق حين خرج بك أبو طالب إلى الشام أو حين فطمتك حليمة وجاءت بك لتردك إلى جدك فأزال ضلالك عن عمك أو جدك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ} (7)

وقوله تعالى : { ووجدك ضالاً } أي وجده إنعامه بالنبوة والرسالة على غير الطريقة التي هو عليها في نبوته ، وهذا قول الحسن والضحاك وفرقة ، والضلال يختلف ، فمنه القريب ومنه البعيد ، فالبعيد ضلال الكفار الذين يعبدون الأصنام ويحتجون لذلك ويغتبطون به ، وكان هذا الضلال الذي ذكره الله تعالى لنبيه عليه السلام أقرب ضلال وهو الكون واقفاً لا يميز المهيع{[11872]} لا أنه تمسك بطريق أحد بل كان يرتاد وينظر ، وقال السدي : أقام على أمر قومه أربعين سنة ، وقيل معنى { وجدك ضالاً } أي تنسب إلى الضلال ، وقال الكلبي ووجدك في قوم ضلال فكأنك واحد منهم .

قال القاضي أبو محمد : ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعبد صنماً قط ، ولكنه أكل ذبائحهم حسب حديث زيد بن عمرو في أسفل بلدح{[11873]} وجرى على يسير من أمرهم وهو مع ذلك ينظر خطأ ما هم فيه ودفع من عرفات وخالفهم في أشياء كثيرة ، وقال ابن عباس هو ضلاله وهو صغير في شعاب مكة ، ثم رده الله تعالى إلى جده عبد المطلب ، وقيل هو ضلاله من حليمة مرضعته ، وقال الترمذي وعبد العزيز بن يحيى : { ضالاً } معناه خامل الذكر لا يعرفك الناس فهداهم إليه ربك ، والصواب أنه ضلال من توقف لا يدري كما قال عز وجل : { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان }{[11874]} [ الشورى : 52 ] قال ثعلب قال أهل السنة : هو تزويجه بنته في الجاهلية ونحوه


[11872]:المهيع: الطريق الواسع المنبسط.
[11873]:هو واد قبل مكة من جهة الغرب، وفيه المثل "لكن على بلدح قوم عجفى"، قاله بيهس الملقب بنعامة لما رأى قتلة إخوته وقد نحروا وأكلوا وشبعوا فقال أحدهم: ما أخصب يومنا هذا وأكثر خيره، فقال نعامة مثله، فضرب مثلا في التحزن بالأقارب.
[11874]:من الآية 52 من سورة الشورى.