النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ} (7)

{ وَوَجَدَكَ ضالاًّ فَهَدَى } فيه تسعة تأويلات :

أحدها : وجدك لا تعرف الحق فهداك إليه ، قاله ابن عيسى .

الثاني : ووجدك ضالاً عن النبوة فهداك إليها ، قاله الطبري .

الثالث : ووجد قومك في ضلال فهداك إلى إرشادهم ، وهذا معنى قول السدي .

الرابع : ووجدك ضالاً عن الهجرة فهداك إليها .

الخامس : ووجدك ناسياً فأذكرك ، كما قال تعالى : { أن تَضِل إحداهما } .

السادس : ووجدك طالباً القبلة فهداك إليها ، ويكون الضلال بمعنى الطلب ، لأن الضال طالب .

السابع : ووجدك متحيراً في بيان ما نزل عليك فهداك إليه ، فيكون الضلال بمعنى التحير ، لأن الضال متحير .

الثامن : ووجدك ضائعاً في قومك فهداك إليه ، ويكون الضلال بمعنى الضياع ، لأن الضال ضائع .

التاسع : ووجدك محباً للهداية فهداك إليها ، ويكون الضلال بمعنى المحبة ، ومنه قوله تعالى : { قالوا تاللَّه إنك لفي ضلالك{[3288]} القديم } أي في محبتك ، قال الشاعر :

هذا الضلال أشاب مِنّي المفرقا *** والعارِضَيْن ولم أكنْ مُتْحقّقاً

عَجَباً لَعِزّةَ في اختيارِ قطيعتي *** بعد الضّلالِ فحبْلُها قد أخْلقاً

وقرأ الحسن : ووجدَك ضالٌّ فهُدِي ، أي وجَدَك الضالُّ فاهتدى بك ،


[3288]:آية 95 يوسف.