وفي تفسير تأويل الضلال قولان : الأول أنه الضلال عن الدين . فقال السدي والكلبي : كان على دين قومه أربعين سنة . الثاني وعليه الجمهور أنه ما كفر بالله طرفة عين والمراد عن معالم الشريعة الحنيفية كقوله { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } [ الشورى :52 ] وقيل : ضل في صباه في بعض شعاب مكة فأتى أبو جهل على ناقة محمد صلى الله عليه وسلم بين يديه وهو يقول : لا تدري ماذا نرى من ابنك . فقال عبد المطلب : ولم . قال : لأني أنخت الناقة وأركبته من خلفي فأبت الناقة أن تقوم فلما أركبته أمامي قامت الناقة فكانت الناقة تقول : يا أحمق هو الإمام فكيف يكون خلف المقتدي ؟ قال ابن عباس : ردّه الله إلى جده بيد عدوّه كما فعل بموسى حين رباه بيد عدوّه . وقيل : أضلته حليمة عند باب مكة حين فطمته وجاءت به لتردّه على عبد المطلب حتى دخلت هبل وشكت ذلك إليه فتساقطت الأصنام وسمعت صوتاً إنما هلاكنا بيد هذا الصبي . وروي مرفوعاً أنه صلى الله عليه وسلم قال : " ضللت عن جدي عبد المطلب وأنا صبي ضائع كاد الجوع يقتلني فهادني الله " يعني حديث أبي جهل المذكور . وقيل : ضالاً أي مغموراً بين الكفار من ضل الماء في اللبن . وقيل : مجاز في الإسناد والمعنى وجد قومك ضلالاً فهداهم بك . وقيل : كنت منفرداً عن اختلاط أهل الضلال فهداك إلى الاختلاط بهم وإلى دعوتهم . قيل : وعن الهجرة أو القبلة أو عن معرفة جبرائيل أول مرة ، أو عن أمور الدنيا أو عن طريق السماوات فهداك ليلة المعراج . وقيل : الضلال المحبة لفي ضلالك القديم فهداك إلى وجه الوصول إلى المحبوب والمراد بالسلوك . روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد . قلت ليلة لغلام من قريش كان يرعى معي بأعلى مكة : لو حفظت لي غنمتي حتى أدخل مكة فأسمر بها كما يسمر الشبان . فلما أتيت أول دار من دور مكة سمعت الدفوف والمزامير فقالوا : فلان تزوّج بفلانة . فجلست أنظر إليهم فضرب الله على أذني فما أيقظني إلا مسّ الشمس . ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك . فضرب الله على أذني فما أيقظني إلا مسّ الشمس . ثم ما هممت بعدهما بسوء حتى أكرمني الله برسالته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.