تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ} (7)

{ ووجدك ضالاً فهدى } قيل : ضالاً عما أنت عليه من الوحي والنبوة ومعالم الشريعة والأحكام فهداك إلى ذلك ، وهذا لا يكن معصية لأن الله تعالى لم يكن أتاه ذلك ، ونظيره : { ما كنت تدري ما الكتاب } [ الشورى : 52 ] وقيل : ضالاً في شعاب مكة فردّه أبو جهل إلى جدّه فمنّ الله عليه حتى ردَّه إلى جده على يد عدوه ، وقيل : بعث به جده عبد المطلب في طلب إبل فاحتبس عنه وهو صبي فدعا الله وطاف بالبيت فجاء مع الابل وقال : يا بني حزنت عليك حزناً لا تفارقني أبداً ، وقيل : لما أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب وأرادت ردّه على جدّه جاءت به حتى قربت من مكة فضلّ في الطريق فطلبته وجزعت عليه وقالت : إن لم أره لأرمين بنفسي من شاهق ، وجعلت تصيح وصاح الناس بصيحتها ، قالت : فدخلت مكة على تلك الحال فأتيت شيخاً متكئاً على عصاه فسألني حالي فأخبرته ، قال : لا تبكي أدلك على من يردّه عليك هبل الصنم الأعظم ، ودخل البيت وطاف بهبل وقبل رأسه وقال : يا سيداه ردّ محمداً على هذه السعديَّة ، قالت : فتساقطت الأصنام لما تفوّه بإسم محمد وسمع صوتاً يقول إنما هلاكنا على يدي محمد ، فخرج وأسنانه تصطك ، وخرجت إلى عبد المطلب وأخبرته فطاف بالبيت ودعا فهدي بمكانه ، فذهب عبد المطلب وجاء به . . . . في حديث طويل { ووجدك عائلاً فأغنى } أي فقيراً فأغناك قيل : بمال خديجة ، وقيل : بالغنائم ، وقيل : بالقناعة ، وبالعلم ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من لم يغنه القرآن فلا أغناه الله ومن لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله "