{ وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فهدى } معطوف على المضارع المنفيّ . وقيل : هو معطوف على ما يقتضيه الكلام الذي قبله كما ذكرنا : أي قد وجدك يتيماً فآوى ، ووجدك ضالاً فهدى ، والضلال هنا بمعنى الغفلة ، كما في قوله : { لاَّ يَضِلُّ رَبّي وَلاَ يَنسَى } [ طه : 52 ] وكما في قوله : { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغافلين } [ يوسف : 3 ] والمعنى : أنه وجدك غافلاً عما يراد بك من أمر النبوّة ، واختار هذا الزجاج . وقيل معنى ضالاً : لم تكن تدري القرآن ولا الشرائع فهداك لذلك . وقال الكلبي والسديّ والفراء : وجدك في قوم ضلال فهداهم الله لك . وقيل : وجدك طالباً للقبلة فهداك إليها كما في قوله : { قَدْ نرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السماء فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } [ البقرة : 144 ] . ويكون الضلال بمعنى الطلب . وقيل : وجدك ضائعاً في قومك فهداك إليه ، ويكون الضلال بمعنى الضياع .
وقيل : وجدك محباً للهداية فهداك إليها ، ويكون الضلال بمعنى المحبة ، ومنه قول الشاعر :
عجباً لعزة في اختيار قطيعتي *** بعد الضلال فحبلها قد أخلقا
وقيل : وجدك ضالاً في شعاب مكة فهداك : أي ردّك إلى جدّك عبد المطلب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.