المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا} (1)

مقدمة السورة:

بدئت هذه السورة بالقسم على إمكان البعث ووقوعه ، وعقبت ذلك بالحديث عن موسى وفرعون تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكرت الإنسان بسعيه ، وأبرزت ما ينتظر الطغاة وما ينتظر الخائبين ، وختمت السورة بتساؤل المشركين عن وقت الساعة ، وبيان أن وظيفة الرسول إنذار من يخشاها لا علم وقتها .

1- أقسم بكل ما أودعت فيه قوة نزع الأشياء من مقارها بشدة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا} (1)

مقدمة السورة:

سورة النازعات

مكية وآياتها ست وأربعون

{ والنازعات غرقاً } يعني الملائكة تنزع أرواح الكفار من أجسادهم ، كما يغرق النازع في القوس فيبلغ بها غاية المد ، والغرق اسم أقيم مقام الإغراق ، أي : والنازعات إغراقاً ، والمراد بالإغراق المبالغة في المد . قال ابن مسعود : ينزعها ملك الموت وأعوانه من تحت كل شعرة ومن الأظافير وأصول القدمين ، ويردها في جسده بعدما ينزعها حتى إذا كادت تخرج ردها في جسده بعدما ينزعها ، فهذا عمله بالكفار . وقال مقاتل : ملك الموت وأعوانه ينزعون أرواح الكفار كما ينزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل ، فتخرج نفسه كالغريق في الماء . وقال مجاهد : هو الموت ينزع النفوس . وقال السدي : هي النفس حين تغرق في الصدر . وقال الحسن وقتادة وابن كيسان : هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق تطلع ثم تغيب . وقال عطاء وعكرمة : هي القسي . وقيل : الغزاة الرماة .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة النازعات

مقدمة وتمهيد

1- سورة " النازعات " من السور المكية الخالصة . وتسمى بسورة " والنازعات " بإثبات الواو ، حكاية لأول ألفاظها ، ومن ذكرها بدون واو ، جعل لفظ " النازعات " علما عليها ، وتسمى –أيضا- سورة " الساهرة " وسورة " الطامة " ، لوقوع هذين اللفظين فيها دون غيرها .

2- وهي السورة التاسعة والسبعون في ترتيب المصحف ، أما ترتيبها في النزول فهي السورة الحادية والثمانون من بين السور المكية ، وكان نزولها بعد سورة " النبأ " ، وقبل سورة " الانفطار " ، أي : أن سورة النازعات تعتبر من أواخر السور المكية نزولا .

3- وعدد آياتها خمس وأربعون آية في المصحف الكوفي ، وست وأربعون في غيره .

4- ومن أهم مقاصدها : إقامة الأدلة على وحدانية الله –تعالى- ، وعلى أن البعث حق ، وذكر جانب كبير من علاماته وأهواله ، والرد على الجاحدين الذين أنكروا وقوعه ، وتذكير الناس بجانب مما دار بين موسى –عليه السلام- وبين فرعون من مناقشات ، وكيف أن الله –تعالى- قد أخذ فرعون أخذ عزيز مقتدر .

كما أن السورة الكريمة اشتملت على مظاهر قدرته –تعالى- ، التي نراها ونشاهدها في خلقه –سبحانه- للسموات وللأرض . . وما اشتملتا عليه عن عجائب .

ثم ختمت ببيان حسن عاقبة المتقين ، وسوء عاقبة الكافرين ، وبالإجابة على أسئلة السائلين عن يوم القيامة ، وبيان أن موعد مجيء هذا اليوم مرده إلى الله –تعالى- وحده .

قال –تعالى- : [ يسألونك عن الساعة أيان مرساها . فيم أنت من ذكراها . إلى ربك منتهاها . إنما أنت منذر من يخشاها . كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ] .

الواو فى قوله { والنازعات . . } وما بعده للقسم ، وجواب القسم محذوف دل عليه ما بعده ، والتقدير : وحق هذه المخلوقات العظيمة . . لتبعثن .

وكذلك المقسم به محذوف ، إذ أن هذه الألفاظ وهى : النازعات ، والناشطات والسابحات ، والسابقات ، والمدبرات ، صفات لموصوفات محذوفة ، اختلف المفسرون فى المراد بها على أقوال كثيرة . أشهرها : أن المراد بهذه الموصوفات ، طوائف من الملائكة ، كلفهم الله - تعالى - فى النزع الحسى : { وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } وقوله - سبحانه - فى النزع المعنوى : { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً على سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } وقوله : { غرقا } اسم مصدر من أغرق ، وأصله إغراقا . والإِغراق فى الشئ ، المبالغة فيه والوصول به إلى نهايته ، يقال : أغرق فلان فلان هذا الأمر ، إذا أوغل فيه ، ومنه قوله : نزع فلان فى القوس فأغرق ، أى : بلغ غاية المد حتى انتهى إلى النَّصْل .

وهو منصوب على المصدرية ، لالتقائه مع اللفظ الذى قبله فى المعنى ، وكذلك الشأن بالنسبة للالفاظ التى بعده ، وهى : " نشطا ، و " سبحا " و " سبقا " .

والمعنى : وحق الملائكة الذين ينزعون أرواح الكافرين من أجسادهم ، نزعا شديدا ، يبلغ الغاية فى القسوة والغلظة .

ويشير إلى هذا المعنى قوله - تعالى - فى آيات متعددة ، منها قوله - سبحانه - : { وَلَوْ ترى إِذْ يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ الملائكة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الحريق }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا} (1)

مقدمة السورة:

هي مكية بإجماع من المتأولين

قال ابن مسعود وابن عباس : { النازعات } ، الملائكة تنزع نفوس بني آدم ، و { غرقاً } على هذا القول إما أن يكون مصدر بمعنى الإغراق والمبالغة في الفعل ، وإما أن يكون كما قال علي وابن عباس : تغرق نفوس الكفرة في نار جهنم ، وقال السدي وجماعة : { النازعات } : النفوس تنزع بالموت إلى ربها ، و { غرقاً } هنا بمعنى الإغراق أي تغرق في الصدر ، وقال عطاء فيما روي عنه : { النازعات } الجماعات النازعات بالقسي{[11595]} ، و { غرقاً } بمعنى الإغراق ، وقال الحسن وقتادة وأبو عبيدة وابن كيسان والأخفش { النازعات } : النجوم لأنها تنزع من أفق إلى أفق ، وقال قتادة : { النازعات } ، النفوس التي تحن إلى أوطانها وتنزع إلى مذاهبها ولها نزاع عند الموت ، وقال مجاهد : { النازعات } المنايا لأنها تنزع نفوس الحيوان ، وقال عطاء وعكرمة : { النازعات } القسي أنفسها لأنها تنزع بالسهام .


[11595]:جمع قوس، وهي آلة معروفة على هيئة هلال ترمى بها السهام.