سورة [ النازعات ]{[1]}
مكية ، وهي ست وأربعون آية ، ومائة وسبعون كلمة ، وسبعمائة وثلاثون حرفا .
قوله تعالى : { والنازعات غَرْقاً } يجوز في «غرقاً » أن يكون مصدراً على حذفِ الزوائد ، بمعنى «إغْرَاقاً » ، وانتصابه بما قبله لملاقاته في المعنى .
وإمَّا على الحال ، أي : ذواتُ إغراقٍ ، يقال : أغرق في الشيء يغرق فيه إذا أوغل ، وبلغ أقصى غايته ، ومنه أغرق النازع في القوس أي : بلغ غاية المد والاستغراق والاستيعاب .
أقسم الله تعالى بهذه الأسماء الخمسة على أن القيامة حق .
و«النَّازعات » قيل : هي الملائكة التي تنزع أرواح الكُفَّار ، قاله علي ، وابن مسعود ، ومسروق ، ومجاهد{[59201]} .
قال ابن مسعود : يريد أنفس الكفار ينزعها ملك الموت من أجسادهم ، من تحت كل شعرة ، ومن تحت الأظافير ، وأصول القدمينِ نزعاً ، كالسَّفُّود ينزع من الصوف الرَّطب ، ثم يغرقُها ، يرجعها إلى أجسادهم ، ثم ينزعها ، فهذا عمله في الكفَّار{[59202]} .
وقال سعيد بن جبير : نُزعَتْ أرْواحُهم ، ثم غرقت ، ثم حرقت ، ثم قذف بها في النار{[59203]} .
وقيل : يرى الكافر نفسه في وقت النَّزع كأنها تغرق .
وقال السدي : «والنَّازِعَات » هي النفوس حين تغرقُ في الصُّدور{[59204]} .
وقال مجاهد : هي الموت ينزع النفوس{[59205]} .
وقال الحسن وقتادة : هي النَّجوم تنزع من أفق إلى أفق{[59206]} ، أي : تذهب ، من قولهم : نزع إليها أي ذهب ، أو من قولهم : نزعت الخيل ، أي : «جرت » ، «غرقاً » أي أنها تغرق وتغيب وتطلع من أفق إلى أفق آخر ، وهو قول أبي عبيدة وابن كيسان والأخفش .
وقال عطاء وعكرمة : «والنَّازعَاتِ » القسيُّ تنزع بالسهام .
«غرقاً » بمعنى : إغراق ، وإغراق النازع في القوس إذا بلغ غاية المدِّ حتى ينتهي إلى النَّصلِ ، ويقال لقشرة البيضة الدَّاخلة «غِرقئ » .
وقيل : هم الغُزَاةُ الرُّماة ، وهو الذي قبله سواء ؛ لأنه إذا أقسم بالقسي فالمراد : النازعون بها تعظيماً لها ، كقوله تعالى : { والعاديات ضَبْحاً } [ العاديات : 1 ] .
وقال يحيى بنُ سلام : هي الوحش تنزع من الكلأ{[59207]} وتنفر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.